منتدى صنعتي في يدي
نفرش الورد للقياكم وننثر الرياحين لمقدمكم
حللتم اهلا ووطئتم سهلا
منتدى صنعتي للصناعة
المغربية التقليدية
يرحب بكم شاركونا افكاركم وسجلوا
عندنا فهنا مبتغى كل صنايعية
منتدى صنعتي في يدي
نفرش الورد للقياكم وننثر الرياحين لمقدمكم
حللتم اهلا ووطئتم سهلا
منتدى صنعتي للصناعة
المغربية التقليدية
يرحب بكم شاركونا افكاركم وسجلوا
عندنا فهنا مبتغى كل صنايعية
منتدى صنعتي في يدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خياطة, صناعة, تقليدية , طرز, رباطي , مكرمي, كروشي , رندة , ساتان
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صنعتي
عضو ذهبي
عضو ذهبي



انثى
عدد المساهمات : 238
تاريخ التسجيل : 18/11/2015
كيف تعرفت علينا : احلى منتدى
العمر : 52
العمل/الترفيه : معلمة اعمال يدوية
الموقع : مع تلميذاتي

سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي   سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي I_icon_minitimeالجمعة 20 نوفمبر 2015, 4:34 pm

لحمدلله رب العالمــين .. آحكم الحآأكمين .. اعدل العادلين .. الحمدلله مصيب عبآإدة ببعض ذنوبهم .. لرفعتهم وتطهيرهم .. الحمدلله .. الكريم الحكيم .. والصلاة والسلآم على اشرف وسيد المرسلين نببينآإ محمد صلى الله علية وسلم وعلى .. آإلــه وصحبة وسلم تسليمآإ كثيرآإ ..





اخوآإنــي وآخوآتي الكرآإم ..




ألآبتلآء .. سنة كونية .. من سنن الله عزوجل .. لحكمة عظيمة .. ولعطية كبيرة .. تظهر فيها حكم وعدل الله سبحآإنة وتعالى .. والابتلآء .. قد مر بمن قبلنآإ .. انبيآإء .. وتابعين .. وصحآإبة .. وآإخيآإر .. وقل من يصبر عند حلول الكارثــة .. واستحكآإم المصيبة .. ولو علم مافيهآإ من الخيــر لاستبشر بتلك الفآإجعة .. فمنها .. تكفير الذنوب .. رفع الدرجآإت .. بلوغ الجنآإت ..


وانا اليوم اقدم لكم بعض قصص من ابتلوآإ .. وصبرو ا .. ثم اتآإهم الفرج واليقين .. بعد طول سنين .. انقل لكم قصصهم .. من كتآإب رآإئــع ادهشني والله مآإكتب فيه .. وكيف فرج الله عنهم .. اما بدعآإء .. او عمل صالح .. اوايات معينة كآإنت سبب لنجآإتهم بعد رحمة الله ..


انقلها ابتغاء مرضآإة الله .. ثم مواسآأة اهل البلآء .. وانا منهم .. بعد ان كثر في هذا الزمآإن الابتلآء ولله الحمد .. وكثرت اعداد المبتلين .. واللذين قد استبد ببعضهم اليآإس ولآحول ولاقوة الا بالله .. واسآإل الله ان ينفع بمآإ سآإنقلة ؛؛؛



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


* قــصة آإدم علية السلآآإم *

ذكر الله تعالى، فيما اقتصه من أخبار الأنبياء، شدائد ومحناً، استمرت على جماعة من الأنبياء عليهم

السلام، وضروباً جرت عليهم من البلاء، وأعقبها بفرج وتخفيف، وتداركهم فيها بصنع جليل لطيف.

فأول ممتحن رضي، فأعقب بصنع خفي، وأغيث بفرج قوي، أول العالم وجوداً، آدم أبو البشر، صلى الله

عليه، كما ذكر، فإن الله خلقه في الجنة، وعلمه الأسماء كلها، وأسجد له ملائكته، واه عن أكل

الشجرة، فوسوس له الشيطان، وكان منه ما قاله الرحمن في محكم كتابه: "وعصى آدم ربه فغوى، ثم

اجتباه ربه، فتاب عليه وهدى".

هذا بعد أن أهبطه الله إلى الأرض، وأفقده لذيذ ذلك الخفض، فانقضت عادته، وغلظت محنته، وقتل أحد

ابنيه الآخر، وكانا أول أولاده.

فلما طال حزنه وبكاؤه، واتصل استغفاره ودعاؤه، رحم الله عز وجل تذلله وخضوعه، واستكانته

ودموعه، فتاب عليه وهداه، وكشف ما به ونجاه.

فكان آدم عليه السلام، أول من دعا فأجيب، وامتحن فأثيب، وخرج من ضيق وكرب، إلى سعة

ورحب، وسلى همومه، ونسي غمومه، وأيقن بتجديد الله عليه النعم، وإزالته عنه النقم، وأنه تعالى إذا

استرحم رحم ..

فأبد له تعالى بتلك الشدائد، وعوضه من الابن المفقود، والابن العاق الموجود، نبي الله صلى الله عليه، وهو

أول الأولاد البررة بالوالدين، ووالد النبيين والصالحين، وأبو الملوك الجبارين، الذي جعل الله ذريته هم

الباقين، وخصهم من النعم بما لا يحيط به وصف الواصفين.

وقد جاء في القرآن من الشرح لهذه الجملة والتبيان، بما لا يحتمله هذا المكان، وروي فيه من الأخبار، ما

لا وجه للإطالة به والإكثار.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* قــصة نوح علية السلآآم *



ثم نوح عليه السلام، فإنه امتحن بخلاف قومه عليه، وعصيان ابنه له، والطوفان العام، واعتصام ابنه

بالجبل، وتأخره عن الركوب معه، وبركوب السفينة وهي تجري ما في موج كالجبال، وأعقبه الله

الخلاص من تلك الأهوال، والتمكن في الأرض، وتغييض الطوفان، وجعله شبيهاً لآدم، لأنه أنشأ ثانياً

جميع البشر منه، كما أنشأهم أولاً من آدم عليه السلام، فلا ولد لآدم إلا من نوح.

قال الله تعالى: "ولقد نادنا نوح، فلنعم ايبون، ونجّيناه وأهله من الكرب العظيم، وجعلنا ذريته هم

الباقين، وتركنا عليه في الآخرين" "ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له، فنجيناه وأهله من الكرب

العظيــم ..



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


* قــصة آإبرآإهــيم عليه السلآم *



ثم إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وما دفع إليه من كسر الأصنام، وما لحقه من قومه، من محاولة إحراقه،

فجعل الله تعلى عليه النار برداً وسلاماً، وقال: "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قب ُ ل، وكنا به عالمين"، ثم

اقتص قصه، إلى قوله تعالى: "قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين، قلنا يا نا ر كوني برداً وسلاماً

على إبراهيم، وأرادوا به كيداً، فجعلناهم الأخسرين ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين

ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً، وك لا جعلنا صالحين، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا".

ثم ما كلفه الله تعالى إياه، من مفارقة وطنه بالشام، لما غارت عليه سارة، من أم ولده هاجر، فهاجر ا

وبابنه منها إسماعيل الذبيح عليهما السلام، فأسكنهما بواد غير ذي زرع، نازحين عنه، بعيدين منه، حتى

أنبع الله تعالى لهما الماء، وتابع عليهما الآلاء، وأحسن لإبراهيم فيهما الصنع، والفائدة والنفع، وجعل

لإسماعيل النسل والعدد، والنبوة والملك، هذا بعد أن كلف سبحانه إبراهيم أن يجعل ابنه إسماعيل بسبيل

الذبح، قال الله تعالى فيما اقتصه من ذكره في سورة الصافات: "فبشرناه بغلام حليم، فلما بلغ معه السعي


قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى، قال يا أبة افعل ما تؤمر، ستجدني إن

شاء اللّه من الصابرين، فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي

المحسنين، إنّ هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم".

فلا بلاء أعظم من بلاء يشهد الله تعالى أنه بلاء مبين، وهو تكليف الإنسان، أن يجعل بسبيل الذبح ابنه،

وتكليفه، وتكليف المذبوح، أن يؤمنا ويصبرا، ويسلما ويحتسبا، فلما أديا ما كلفا من ذلك، وعلم الله عز

وجل منهما صدق الإيمان، والصبر والتسليم والإذعان، فدى الابن بذبح عظيم وجازى الأب بابن آخر

على صبره، ورضاه بذبح ابنه الذي لم يكن له غيره، قال الله عز وجل: "وبشرناه بإسحاق نبياً من

الصالحين"، إلى قوله: "لنفسه مبين"، وخلصهما بصبرهما وتسليمهما من تلك الشدائد الهائلة.

وقد ذهب قوم إلى أن إبراهيم إنما كلف ذبح ابنه في الحقيقة، لا على ما ذهب إليه من ذلك أن الذي

كلفه أن يجعل ابنه بسبيل الذبح، لا أن يذبحه في الحقيقة، واستدل الحسن البصري على أن إسماعيل هو

الذبيح، لا إسحاق، وأن المأمور به كان الذبح في الحقيقة، بقوله تعالى: "فبشرناها بإسحاق، ومن وراء

إسحاق يعقوب"، فحصلت لإبراهيم البشرى، بأنه سيرزق إسحاق، وأن إسحاق سيرزق يعقوب، ولا

يجوز للنبي أن يشك في بشارة الله تعالى، فلو كان إسحاق هو الذبيح، ما صح أن يأمره بذبحه قبل خروج

يعقوب من ظهره، لأنه كان إذا أمر بذلك، علم أن البشرى الأولة، تمنع من ذبح إسحاق قبل ولادة

يعقوب، وكان لا يصح تكليفه ذبح من يعلم أنه لا يموت أو يخرج من ظهره من لم يخرج بعد، ومتى وقع

التكليف على هذا، لم يكن فيه ثواب، وفي قوله تعالى: "إنّ هذا لهو البلاء المبين". دليل على عظم ثواب

إبراهيم، وصحة الأمر بالذبح، يبين ذلك قوله تعالى: "فلما أسلما وتلّه للجبين"، أي استسلما لأمر الله،

وهما لا يشكان في وقوع الذبح على الحقيقة حتى فداه الله تبارك وتعالى، فهذا دليل على أن الذبيح غير

إسحاق، ولم يكن لإبراهيم ولد غير إسحاق، إلا إسماعيل صلى الله عليهم أجمعين.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* قــصة لوط عليه السلآآإم *


ومن هذا الباب قصة لوط عليه السلام، لما ى قومه عن الفاحشة، فعصوه، وكذبوه، وتضييفه الملائكة،

فطالبوه فيهم بما طالبوه، فخسف الله م أجمعين، ونجى لوطاً، وأثابه ثواب الشاكرين، وقد نطق ذا

كلام الله العظيم في مواضع من الذكر الحكـيم ..



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


* قــصة يعقوب ويوسف عليهمآإ السلآآإم *


ويعقوب ويوسف عليهما السلام، فقد أفرد الله تعالى بذكر شاما، وعظيم بلواهما وامتحاما، سورةً

محكمةً، بين فيها كيف حسد إخوة يوسف، يوسف، على المنام الذي بشره الله تعالى فيه بغاية الإكرام،

حتى طرحوه في الجب، فخلصه الله تعالى منه، بمن أدلى الدلو، ثم استعبد، فألقى لله تعالى في قلب من صار

إليه إكرامه، واتخاذه ولداً، ثم مراودة امرأة العزيز إياه عن نفسه، وعصمة الله له منها، وكيف جعل عاقبته

بعد الحبس، إلى ملك مصر، وما لحق يعقوب من العمى لفرط البكاء، وما لحق إخوة يوسف من التسرق،

وحبس أحدهم نفسه، حتى يأذن له أبوه، أو يحكم الله له، وكيف أنفذ يوسف إلى أبيه قميصه، فرد الله به

بصيراً، وجمع بينهم، وجعل كل واحد منهم بالباقين وبالنعمة مسروراً.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* قــصة ايوب عليه السلآآإم *



وأيوب عليه السلام، وما امتحن به من الأسقام وعظم اللأواء، والدود والأدواء، وجاء القرآن بذكره،

ونطقت الأخبار بشرح أمره، قال الله تعالى: "وأيوب إذ نادى ربه، أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين،

فاستجبنا له، فكشفنا ما به من ضر، وآتيناه أهله، ومثلهم معهم، رحمة من عندنا، وذكرى للعابدين".

وأخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، قراءة عليه بالبصرة سنة سبع وثلاثين وثلثمائة، قال:

حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي، قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن

النضر بن أنس عن بشير بنيك عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لما عافى الله عز

وجل أيوب عليه السلام، أمطر عليه جراداً من ذهب، قال: فجعل يأخذه، ويجعله في ثوبه، فقيل له: يا

أيوب أما تشبع ؟ قال: ومن يشبع من رحــمة الله تعالى ؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


* قصـة يونس عليه السلآآإم *


ويونس عليه السلام، وما اقتص الله تعالى من قصته في غير موضع من كتابه، ذكر فيها التقام الحوت له،

وتسبيحه في بطنه، وكيف نجاه الله عز وجل، فأعقبه بالرسالة والصنع.

قال الله تعالى: "وإنّ يونس لمن المرسلين، إذ أبق إلى الفلك المشحون، فساهم فكان من المدحضين، فالتقمه

الحوت وهو مليم، فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون، فنبذناه بالعراء وهو سقيم،

وأنبتنا عليه شجرة من يقطين، وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون".

قال صاحب الكتاب: أو ها هنا ظاهرها الشك، وقد ذهب إلى ذلك قوم، وهو خطأ، لأن الشك، لا

يجوز على الله تعالى، العالم لنفسه، العارف بكل شيء قبل كونه، وقد روي عن ابن عباس، وهو الوجه،

أنه قال: أو يزيدون، بل يزيدون، وقال: كانت الزيادة ثلاثين ألفاً، وروي عن ابن جبير ونوف الشامي


آنهما قالا: كانت الزيادة سبعين ألفاً، فقد ثبت أن أو هنا، بمعن بل وقد ذهب إلى هذا، الفراء، وأبو

عبيدة، وقال آخرون: إن أو ها هنا، بمعنى ويزيدون.

ومنها قوله تعالى: "وذا النون إذ ذهب مغاضباً، فظن أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ

أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له، ونجّيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين"، قال بعض

المفسرين: معنى لن نقدر عليه لن نضيق عليه.

وهذا مثل قوله: "ومن قدر عليه رزقه، فلينفق مما آتاه اللّه"، أي ضيق عليه، ومثل قوله: "قل إنّ ربي يبسط

الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له، وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه".

وقد جاء قدر بمعنى ضيق في القرآن، في مواضع كثيرة، ومن هذا قيل للفرس الضيق الخطو: فرس أقدر،

لأنه لا يجوز أن يهرب من الله تعالى نبي من أنبيائه، والأنبياء لا يكفرون، ومن ظن أن الله تعالى لا يقدر

عليه، أي لا يدركه، أو أنه يعجز الله هرباً، فقد كفر، والأنبياء عليهم السلام، أعلم بالله سبحانه، من أن

يظنوا فيه هذا الظن الذي هو كفر.

وقد وري: أن من أدام قراءة قوله عز وجل: "وذا النون إذ ذهب مغاضباً.. الآية"... إلى قوله: المؤمنين،

في الصلاة، وغيرها، في أوقات شدائده، عجل الله له منها فرجاً ومخرجاً.

وأنا أحد من واصلها في نكبة عظيمة لحقتني، يطول شرحها وذكرها عن هذا الموضع، وكنت قد

حبست، وهددت بالقتل، ففرج الله عني، وأطلقت في اليوم التاسع من يوم قبض علي فيه.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


* قــصة موسى ابن عمرآإن عليه السلآآإم *



وموسى ابن عمران فقط ,نطق القرآن بقصته في غير موضع، منها قوله تعالى: "وأوحينا إلى أم

موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، ولا تخافي، ولا تحزني، إنا رادوه إليك، وجاعلوه من

المرسلين، فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً، إنّ فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين،

وقالت أمرأة فرعون قرة عين لي ولك، لا تقتلوه، عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً، وهم لا يشعرون،

وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به، لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين، وقالت

لأخته قصيه، فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون، وحرمنا عليه المراضع من قب ُ ل، فقالت هل أدلّكم

على أهل بيتٍ يكفلونه لكم، وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن، ولتعلم أنّ وعد

اللّه حق، ولكن أكثرهم لا يعلمون".

فلا شدة أعظم من أن يتبلى الناس بملك يذبح أبناءهم، حتى ألقت أم موسى ابنها في البحر مع طفوليته،


ولا شدة أعظم من حصول طفل في البحر، فكشف الله تبارك اسمه ذلك عنه، بالتقاط آل فرعون له، وما

ألقاه في قلوم من الرقة عليه، حتى استحيوه، وتحريم المراضع عليه حتى ردوه إلى أمه، وكشف عنها

الشدة من فراقه، وعنه الشدة في حصوله في البحر.

ومعنى قوله تعالى: ليكون لهم عدواً وحزناً، أي يصير عاقبة أمره معهم إلى عداوة لهم، وهذه لام العاقبة،

كما قال الشاعر:

لدوا للموت وابنوا للخراب وكّلكم يصير إلى ذهاب

وقد علم أن الولادة لا يقصدا الموت، والبناء لا يقصد به الخراب، وإنما عاقبة الأمر فيهما تصير إلى

ذلك.

وعلى الوجه الأول، قوله تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس" أي إن عاقبة أمرهم، وفعلهم،

واختيارهم لنفوسهم، يصيرهم إلى جهنم، فيصيرون لها، لأن الله عز وجل، لم يخلقهم ليقصد تعذيبهم

بالنار في جهنم، عز الله عن هذا الظلم.

وجعل الله عاقبة أمر موسى عليه السلام، من تلك الشدائد، وشدائد بعدها، إذ أرسله إلى فرعون،

لتخليص بني إسرائيل، وقصصه التي قبلها، وحديثه إذ خرج خائفاً يترقب، فهذه شدة أخرى كشفها الله

تعالى عنه من تلك الشدائد، وشدائد بعدها، نالته، يأتي ذكرها، أن بعثه نبياً، وأنقذ به بني إسرائيل من

الشدائد التي كانوا فيها مع فرعون، فقال عز وجل، في تمام هذه القصة: "وجاء رجل من أقصى المدينة

يسعى، قال: يا موسى إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك، فاخرج إني لك من الناصحين، فخرج منها خائفاً

يترقّب، قال: رب نجّني من القوم الظالمين"، فهذه شدة أخرى كشفها الله عز وجل.

قال تعالى: "ولما توجه تلقاء مدين، قال: عسى ربي أن يهديني سواء السبيل، ولما ورد ماء مدين، وجد

عليه أمة من الناس يسقون، ووجد من دوم امرأتين تذودان، قال: ما خطبكما، قالتا: لا نسقي حتى

يصدر الرعاء، وأبونا شيخ كبير، فسقى لهما، ثم تولّى إلى الظلّ، فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير

فقير"، فهذه شدة أخرى، لحقته بالاغتراب، والحاجة إلى الاضطراب في المعيشة والاكتساب، فوفق الله

تعال له شعيباً، قال الله عز وجل، في تمام هذه القصة: "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء، قالت إنّ أبي

يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فلما جاءه، وقص عليه القصص، قال لا تخف، نجوت من القوم

الظالمين".

ثم أخبر الله تعالى في هذه القصة، كيف زوجه شعيب ابنته، بعد أن استأجره ثماني حجج، وأنه خرج بأهله

من عند شعيب، فرأى النار، فمضى يقتبس منها، فكلمه الله تعالى، وجعله نبياً، وأرسله إلى فرعون، فسأله ان يرسل

سل معه أخاه هارون، فشد الله تعالى عضده به، وجعله نبياً معه، فأي فرج أحسن من فرج أتى

رجلاً خائفاً، هارباً، فقيراً، قد آجر نفسه ثماني حجج، بالنبوة والملك ؟

قال الله تعالى في سورة الأعراف: "وقال الملأ من قوم فرعون، أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض،

ويذرك وآلهتك، قال: سنقتل أبناءهم، ونستحيي نساءهم، وإنا فوقهم قاهرون"، فهذه شدة لحقت بني

إسرائيل، فكشفها الله عنهم، قال سبحانه: "قال موسى لقومه استعينوا باللّه واصبروا، إنّ الأرض للّه يورثا

من يشاء من عباده، والعاقبة للمقين، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا، ومن بعدما جئتنا، قال عسى ربكم أن

يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون".

وقال تعالى، في تمام هذه القصة، في هذه السورة، بعد آيات، "وتمّت كلمُة ربك الحسنى على بني إسرائيل

بما صبروا، ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه، وما كانوا يعرشون"، فأخبر تعالى عن صنع لهم، وفلقه

البحر حتى عبروه يبساً، وإغراقه فرعون لمّا اتبعهم.

وكل هذه أخبار عن محن عظيمة انجلت بمنح جليلة، لا يؤدى شكر الله عليها، ويجب على العاقل تأملها،

ليعرف كنه تفضل الله عز وجل بكشف شدائده وإغاثته، بإصلاح كل فاسد لمن تمسك بطاعته، وأخلص في خشيتة واصلح من نيتة فسلك هذه السبيل ’ فانها للنجاة من المكارة اوضح طريق .. واهدى دليل ..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


* قــصة اصحآإب الاخدود *


وذكر الله سبحانه وتعالى، في "والسماء ذات البروج"، أصحاب الأخدود، وروى قوم من أهل الملل

المخالفة للإسلام عن كتبهم أشياء من ذلك، فذكرت اليهود والنصارى: أن أصحاب الأخدود كانوا دعاة

إلى الله، وأن ملك بلدهم، أضرم لهم ناراً، وطرحهم فيها، فاطلع الله تعالى على صبرهم، وخلوص نيام

في دينه وطاعته، فأمر النار أن لا تحرقهم، فشوهدوا فيها قعوداً، وهي تضطرم عليهم، ولا تحرقهم، ونجوا

منها، وجعل الله دائــرة السوء على الملك واهلكــه ..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


* قــصة دانيآإل عليه السلاآإم *



وذكر القوم: أن نبياً، كان في بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام بزمان طويل، يقال له دانيال،

وأن قومه كذبوه، فأخذه ملكهم، فقذفه إلى أسد مجوعة في جب، فلما اطلع الله تعالى على حسن اتكاله

عليه، وصبره طباً لما لديه، أمسك أفواه الأسد عنه، حتى قام على رؤوسها برجليه، وهي مذللة، غير ضارة

له، فبعث الله تعالى إرميا من الشام، حتى تخلص دانيال من هذه الشدة، وأهلك من أراد إهلاك دانيال.

وعضدت روايتهم، أشياء رواها أصحاب الحديث، منها ما حدثناه علي ابن الطيب الحسن بن علي بن مطرف

ف الرامهرمزي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الجراح، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي

الدنيا القرشي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، قال: إن لم أكن سمعته من شعيب بن صفوان،

فحدثنا بعض أصحابنا عنه، عن الأجلح الكندي، عن عبد الله بن أبي الهديل قال: ضرى بخت نصر

أسدين، فألقاهما في جب، وجا بدانيال فألقاه عليهما، فلم يهيجاه، فمكث ما شاء الله، ثم اشتهى ما

يشتهي الآدميون، من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى إرميا، وهو بالشام، أن أعد طعاماً وشراباً لدانيال،

فقال: يا رب، أنا بالأرض المقدسة، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى الله تعالى إليه أن أعد ما

أمرناك به، فإنا سنرسل إليك من يحملك، ويحمل ما أعددت ففعل، فأرسل الله إليه من حمله، وحمل ما

أعد، حتى وقف على رأس الجب.

فقال دانيال: من هذا ؟ قال: أنا إرميا.

قال: ما جاء بك ؟ قال: أرسلني إليك ربك.

قال: وذكرني ؟ قال: نعم.

قال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من رجاه والحمد لله الذي من توكل

عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً،

وبالسيئات غفراناً، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي يكشف ضرنا، بعد كربنا،

والحمد لله اللذي هو ثقتنا حين تسوء ظنوننا بآإعمالنا , والحمدلله اللذي هو رجاؤنا حين تنقطع حيلــنا ..



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

*الشدائــد اللتي جرت على حبيبنآإ محمد صلى الله عليه وسلم *



وقد ذكر الله تعالى في محكم كتابه، الشدة التي جرت على محمد صلى الله عليه، وعلى آله الأخيار، فيما

اقتصه من قصة الغار، فقال سبحانه: "إلاّ تنصروه، فقد نصره اللّه، إذ أخرجه الّذين كفروا ثاني اثنين إذ

هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه، وأيده بجنود لم تروها، وجعل

كلمة الّذين كفروا السفلى، وكلمُة اللّه هي العليا، واللّه عزيز حكيم".

وروى أصحاب الحديث، ما يطول إعادته بألفاظه وأسانيده، أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما خاف أن

يلحقه المشركون، حين سار عن مكة مهاجراً، دخل الغار هو وأبو بكر الصديق، فاستخفى فيه، فأرسل

الله عنكبوتاً فنسج في الحال على باب الغار، وحمامة عششت، وباضت، وفرخت للوقت، فلما انتهى

المشركون إلى الغار، رأوا ذلك، فلم يشكوا انه غار لم يدخله حيوان منذ حين , وان رسول الله صلى الله عليه وسلم وابا بكــر



بكر، ليريان أقدامهم، ويسمعان كلامهم، فلما انصرفوا، وأبعدوا، وجاء الليل، خرجا،

فسارا نحو المدينة، فورداها سالمين.

وروى أصحاب الحديث أيضاً، من شرح حال النبي صلى الله عليه وسلم، في المحن التي لحقته من شق

الفرث عليه، ومحاولة أبي جهل، وشيبة وعتبة ابني ربيعة، وأبي سفيان صخر بن حرب والعاص بن وائل،

وعقبة بن أبي معيط، وغيرهم، قتله، وما كانوا يكاشفونه به، من السب والتكذيب، والاستهزاء والفدع

والتأنيب، ورميهم إياه بالجنون، وقصدهم إياه غير دفعة بأنواع الأذى والعضيهة والافتراء، وحصرهم إياه

صلى الله عليه وسلم، وجميع بني هاشم في الشعب، وتخويفهم إياه، وتدبيرهم أن يقتلوه، حتى بعد، وبيت

علياً عليه السلام، على فراشه، ما يطول اقتصاصه، ويكثر شرحه، ثم أعقبه الله تعالى، من ذلك، بالنصر

والتمكين، وإعزاز الدين، وإظهاره على كل دين، وقمع الجاحدين والمشركين، وقتل أولئك الكفرة

المارقين والمعاندين، وغيرهم من المكذبين الكاذبين، الذين كانوا عن الحق ناكثين، وبالدين مستهزئين،

وللمؤمنين مناصبين متوعدين، وللنبي صلى الله عليه وسلم مكاشفين محاربين، وأذل من بقي بعز الإسلام

بعد أن عاذ بإظهاره، وأضمر الكفر في إسراره، فصار من المنافقين الملعونين، والحمد لله رب العالمين.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



يستكمل بمشئة الله ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صنعتي
عضو ذهبي
عضو ذهبي



انثى
عدد المساهمات : 238
تاريخ التسجيل : 18/11/2015
كيف تعرفت علينا : احلى منتدى
العمر : 52
العمل/الترفيه : معلمة اعمال يدوية
الموقع : مع تلميذاتي

سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي   سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي I_icon_minitimeالجمعة 20 نوفمبر 2015, 4:35 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* أبو الحسن بن أبي الليث الكاتب يطلق من حبسه على إثر دعاء دعا به*






حدثني فتى من الكتاب البغداديين، يعرف بأبي الحسن بن أبي الليث، وكان أبوه من كتاب الجيل، يتصرف




مع لشكرورز بن سهلان الديلمي، أحد الأمراء- كان- في عسكر معز الدولة، قال: قرأت في بعض



الكتب، إذا دهمك أمر تخافه، فبت وأنت طاهر، على فراش طاهر، وثياب كلها طاهرة، واقرأ: "والشمس



وضحاها"، إلى آخر السورة، سبعاً، "والليل إذا يغشى" إلى آخر السورة، سبعاً، ثم قل: اللهم اجعل لي



فرجاً ومخرجاً من أمري، فإنه يأتيك في الليلة الأولة أو الثانية، وإلى السابعة، آت في منامك، يقول لك:



المخرج منه كذا وكذا.



قال: فحبست بعد هذا بسنين، حبسة طالت حتى أيست من الفرج، فذكرته يوماً وأنا في الحبس، ففعلت



ذلك، فلم أر في الليلة الأولة، ولا الثانية، ولا الثالثة شيئاً، فلما كان في الليلة الرابعة، فعلت ذلك على



الرسم، فرأيت في منامي، كأن رجلاً يقول لي: خلاصك على يد علي بن ابراهــيم فاصبحت من غد




غد متعجباً، ولم أكن أعرف رجلاً يقال له علي بن إبراهيم، فلما كان بعد يومين، دخل



إلي شاب لا أعرفه، فقال لي: قد كفلت بما عليك، فقم، وإذا معه رسول إلى السجان بتسليمي إليه،



فقمت معه، فحملني إلى مترلي، وسلمني فيه، وانصرف.



فقلت لهم: من هذا ؟ فقالوا: رجل بزاز من أهل الأهواز، يقال له علي بن إبراهيم، يكون في الكرخ، قيل



لنا إنه صديق الذي حبسك، فطرحنا أنفسنا عليه، فتوسط أمرك، وضمن ما عليك، وأخرجك.



قال مؤلف هذا الكتاب: فلما كان بعد سنين، جاءني علي بن إبراهيم هذا، وهو معاملي في البز، منذ



سنين كثيرة، فذاكرته بالحديث، فقال: نعم، كان هذا الفتى قد حبسه عبدوس بن أخت أبي علي الحسن



بن إبراهيم النصراني، خازن معز الدولة، وطالبه بخمسة آلاف درهم، كانت عليه من ضمانه، وكان



عبدوس لي صديقاً، فجاءني من سألني خطابه في أمر هذا الرجل، وجرى الأمر على ما عرفنك.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



* اللـهم اجعل لي من آإمري فرجآإ ومخرجآإ *





وما أعجب هذا الخبر، فإني قد وجدته في عدة كتب، بأسانيد، وبغير أسانيد، على اختلاف الألفاظ،



والمعنى قريب، وأنا أذكر أصحها عندي: وجدت في كتاب محمد بن جرير الطبري، الذي سماه: كتاب



الآداب الحميدة، والأخلاق النفيسة، حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال:



أنبأنا أنيس بن عمران النافعي أبو يزيد، عن روح ابن الحارث بن حبش الصنعاني، عن أبيه، عن جده، أنه



قال لبنيه: يا بني، إذا دهمكم أمر، أو كربكم، فلا يبيتن أحد منكم، إلا وهو طاهر، على فراش طاهر، في



لحاف طاهر، ولا تبيتن معه امرأة، ثم ليقرأ والشمس وضحاها، سبعاً، والليل إذا يغشى، سبعاً، ثم ليقل:



أللهم اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، فإنه يأتيه آت في أول ليلة، أو في الثالثة، أو في الخامسة، وأظنه



قال: أو في السابعة، فيقول له: المخرج مما أنت فيه كذا وكذا.



قال أنيس: فأصابني وجع لم أدر كيف أزيله، ففعلت أول ليلة هكذا، فأتاني اثنان فجلس أحدهما عند



رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: جسه، فلمس جسدي كله، فلما انتهى إلى موضع



من رأسي، قال: احجم ها هنا، ولا تحلق، ولكن اطله بغرا، ثم التفت إلي أحدهما، أو كلاهما، فقالا لي:



كيف لو ضممت إليهما "والتين والزيتون".



قال: فلما أصبحت سألت أي شيء الغرا ؟، فقيل لي: الخطمي، أو شيء تستمسك به المحجمة،



فاحتجمت، فبرئت، وأنا ليس أحدث ذا الحديث أحداً، إلا وجد فيه الشفاء بإذن الله تعالى، وأضم إليها



التين والزيتون.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



* ومن يتوكــل على الله فهو حسبــه *




ووجدت في كتاب أبي الفرج المخزومي عبد الواحد بن نصر، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن العباس،



قال: حدثني أبو ساعدة بن أبي الوليد بن أحمد بن أبي داؤد، قال: حدثني أبي، قال:.



حدثنا إبراهيم بن رباح، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد، قال: حدثنا الواثق، قال: حدثنا



المعتصم: أن قوم ركبوا البحر، فسمعوا هاتفاً يهتف م، من يعطيني عشرة آلاف دينار حتى أعلمه كلمة،



إذا أصابه غم، أو أشرف على هلاك، فقالها، انكشف ذلك عنه.



فقام رجل من أهل المركب، معه عشرة آلاف دينار، فصاح: أيها الهاتف أنا أعطيك عشرة آلاف دينار،



وعلمني.



فقال: ارم بالمال في البحر، فرمى به، وهو بدرتان فيهما عشرة آلاف دينار.



فسمع الهاتف يقول: إذا أصابك غم، أو أشرفت على هلكة، فاقرأ: "ومن يتق اللّه، يجعل له مخرجاً،



ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبه، إنّ اللّه بالغ أمره، قد جعل اللّه لكلّ شيء



قدراً".



فقال جميع من في المركب للرجل: لقد ضيعت مالك.



فقال: كلاً، إن هذه لعظة ما أشك في نفعها.



قال: فلما كان بعد أيام، كسرم المركب، فلم ينج منهم أحد غير ذلك الرجل، فإنه وقع على لوح.



فحدث بعد ذلك، قال: طرحني البحر على جزيرة، فصعدت أمشي فيها، فإذا بقصر منيف، فدخلته، فإذا



فيه كل ما يكون في البحر من الجواهر وغيرها، وإذا بامرأة لم أر قط أحسن منها.



فقلت لها: من أنت وأي شيء تعملين ها هنا ؟



قال: أنا بنت فلان بن فلان التاجر بالبصرة، وكان أبي عظيم التجارة، وكان لا يصبر عني، فسافر بي معه



في البحر، فانكسر مركبنا، فاختطفت، حتى حصلت في هذه الجزيرة، فخرج إلي شيطان من البحر،



يتلاعب بي سبعة أيام، من غير أن يطأني، إلا أنه يلامسني، ويؤذيني، ويتلاعب بي، ثم ينظر إلي، ثم يترل إلى



البحر سبعة أيام، وهذا يوم موافاته، فاتق الله في نفسك، واخرج قبل موافاته، وإلا أتى عليك.



ما انقضى كلامها حتى رأيت ظلمة هائلة، فقالت: قد والله جاء، وسيهلكك.



فلما قرب مني، وكاد يغشاني، قرأت الآية، فإذا هو قد خر كقطعة جبل، إلا أنه رماد محترق.



فقالت المرأة: هلك والله، وكفيت أمره، من أنت يا هذا الذي من الله علي بك ؟ فقمت أنا وهي،



فانتخبنا ذلك الجوهر، حتى حملنا كل ما فيه من نفيس وفاخر، ولزمنا الساحل ارنا أجمع، فإذا كان




لليل، رجعنا إلى القصر.



قال: وكان فيه ما يؤكل، فقلت لها: من أين لك هذا ؟ فقالت: وجدته ها هنا.



فلما كان بعد أيام رأينا مركباً بعيداً، فلوحنا إليه، فدخل، فحملنا، فسلمنا الله تعالى إلى البصرة، فوصفت



لي مترل أهلها، فأتيتهم.



فقالوا: من هذا ؟ فقلت: رسول فلانة بنت فلان.



فارتفعت الواعية، وقالوا: يا هذا لقد جددت علينا مصابنا.



فقلت: اخرجوا، فخرجوا.



فأخذم حتى جئتم إلى ابنتهم، فكادوا يموتون فرحاً، وسألوها عن خبرها، فقصته عليهم.



وسألتهم أن يزوجونيا، ففعلوا، وحصلنا ذلك الجوهر رأس مال بيني وبينها. وأنا اليوم أيسر أهل



البصرة، وهؤلاء أولادي منها.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




*المعلى بن أيوب الكاتب يتخلص من الفضل ابن مروان بدعاء دعا به *





وذكر أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري، في كتابه، كتاب الوزراء، أن المعلى بن عبد الله بن



المعلى بن أيوب، حدثه عن أبيه، قال: قال لي المعلى بن أيوب: أعنتني الفضل بن مروان، ونحن في بعض



الأسفار وطالبني بعمل طويل يعمل في مدة بعيدة، واقتضانيه في كل يوم مراراً، إلى أن أمرني عن المعتصم



بالله أن لا أبرح إلا بعد الفراغ منه.



فقعدت في ثيابي، وجاء الليل، فجعلت بين يدي نفاطة، وطرح غلماني أنفسهم حولي، وورد علي هم



عظيم، لأنني قلت: ما تجاسر على أن يوكل بي إلا وقد وقف على سوء رأي فيّ من المعتصم.



فإني لجالس، وذقني على يدي، وقد مضى الليل، وأنا متفكر، فحملتني عيناي، فرأيت كأن شخصاً قد



مثل بين يدي، وهو يقول: "قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر، تدعونه تضرعاً وخفيةً، لئن أنجيتنا



من هذه، لنكونن من الشاكرين، قل اللّه ينجيكم منها ومن كلّ كرب".



ثم انتبهت، فإذا أنا بمشعل قد أقبل من بعيد، فلما قرب مني كان وراءه محمد بن حماد دنقش صاحب



الحرس، وقد أنكر نفاطتي، فجاء يعرف سببها، فأخبرته خبري.



فمضى إلى المعتصم، فأخبره، فإذا الرسل يطلبوني، فدخلت إليه، وهو قاعد، ولم يبق بين يديه من الشمع



إلا أسفله.



فقال لي: ما خبرك ؟ فشرحته له.



فقال: ويلي على النبطي، يمتهنك، وأي يد له عليك، أنت كاتبي، كما هو كاتبي، انصرف.





فلما وليت، ردني، واستدناني، ثم قال لي: تمضي مديدة، ثم ترى فيه ما تحب.



قال: فانصرفت، وبكرت إلى الفضل على عادتي، لم أنكر شيئاً.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




* ماجاء في الاثر من ذكر الفرج بعد اللا دواء *




أخبرني القاضي أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي، أبي رحمه الله تعالى، قال: حدثنا محمد بن



إبراهيم الصلحي، قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا حماد بن واقد.



وحدثنا علي بن أبي الطيب، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن عبد



الله الأزدي، قال: حدثنا حماد بن واقد، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق الهمذاني، عن أبي



الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله عز وجل من



فضله، فإن الله يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج من الله تعالى.



أخبرني أبي، قال: حدثنا الفضل بن محمد العطار الأنطاكي، قال: حدثنا سليمان بن سلمة، قال: حدثنا



بقية، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: انتظار الفرج من الله



تعالى عبادة.



أخبرني أبي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثنا حسين ابن حسن، عن سفيان بن



إبراهيم، عن حنظلة المكي، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انتظار



الفرج عبادة.



حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن موسى



الرضا، قال: حدثني أبي موسى، قال: حدثني أبي جعفر، قال: حدثني أبي محمد، قال حدثني أبي علي قال:



حدثني أبي الحسين، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله



عليه وسلم، أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل.



أخبرني أبي، قال: حدثني أحمد بن عبد الله بن النعمان، قال: حدثني محمد بن يعقوب بن إسحاق الأعرج،



قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن سعدويه، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن بكر، قال: حدثنا عبد العزيز



ابن عبد الله عن علي بن أبي علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده، عن علي رضي الله عنه: أن




رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لعلي عليه السلام، في حديث ذكره: واعلم أن النصر مع الصبر،



والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



*قصة الثلاثة انطبقت عليهم صخرة



ونجتهم أعمالهم*





حدثنا محمد بن جعفر بن صالح الصالحي أبو الفرج، من ولد علي بن صالح، صاحب المصلى، قال: حدثنا



أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي، من قرية من قرى غوطة دمشق يقال لها: مشغرا، قال:



حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سالم، عن



ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: بينما ثلاثة رهط من بني إسرائيل يسيرون، إذ أخذهم



المطر، فأووا إلى غار، فانطبقت عليهم صخرة، فسدت الغار، فقالوا: تعالوا فليسأل الله تعالى كل رجل



منا بأفضل عمله.



فقال أحدهم: اللهم إنه كانت لي ابنة عم جميلة، وكنت أهواها، فدفعت إليها مائة دينار، فلما جلست



منها مجلس الرجل من المرأة، قالت: اتق الله يا ابن عم، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، وتركت



المائة دينار، اللهم إن كنت تعلم، أني فعلت هذا خشية منك، وابتغاء ما عندك، فأفرج عنا، فانفرج عنهم



ثلث الصخرة.



وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت أغدو عليهما بصبوحهما،



وأروح عليهما بغبوقهما، فغدوت عليهما يوماً، فوجدما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن



أنصرف عنهما، فيفقدا غداءهما، فوقفت حتى استيقظا، فدفعت إليهما غداءهما، اللهم إن كنت تعلم أني



إنما فعلت ذلك ابتغاء ما عندك، وخشية منك، فأفرج عنا، فانفرج الثلث الثاني.



وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم، أني استأجرت أجيراً، فلما دفعت إليه أجره، قال: عملي بأكثر من



هذا، فترك علي أجره، وقال: بيني وبينك يوم يؤخذ فيه للمظلوم من الظالم، ومضى، فابتعت له بأجره



غنماً، ولم أزل أنميها وأرعاها، وهي تزيد وتكثر، فلما كان بعد مدة، أتاني، فقال لي: يا هذا إن لي عندك



أجراً، عملت كذا وكذا في وقت كذا وكذا، فقلت: خذ هذه الغنم، فهي لك، فقال: تمنعني من أجري،



وزأ بي، فقلت: خذها فهي لك، فأخذها ودعا لي، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا خشية منك،



وابتغاء ما عندك، فأفرج عنا، فانفرج عنهم باقي الصخرة، وخرجوا يمشون، وذكر الحديث كذا.



قال مؤلف هذا الكتاب: هذا الحديث مشهور، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب،



وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن أبي أوفى، والنعمان بن بشير الأنصاري، وغيرهم،



وعن كل واحد منهم عدة طرق، وقد اختلف في ألفاظه والمعنى واحد، وليس غرضي هنا، جمع طرقه



وألفاظه، فأستقصي ما روي من ذلك، إلا أن في هذه الرواية، غلطاً لا بد من تبيينه، وهو أنه روي من



غير طريق عن أبي أسامة، عن عمر بن حمزة العمري، عن سالم، عن ابن عمر ليس فيه عبيد الله، والمشهور



أنه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.



وجاء من طريق أخرى أبين من هذا، ووقع لنا بعلو، فحدثني أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، المقرىء



البغدادي، بالبصرة سنة خمس وثلاثين وثلثمائة، قال: حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، قال: حدثنا أبو



اليمان الحكم ابن نافع، قال: أنبأنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله ابن عمر، أن عبد



الله بن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم، حتى أواهم



المبيت إلى غار، فدخلوا، فانحدرت عليهم صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، وذكر الحديث إلى نحو



الرواية الأولى.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




*لا إله لا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين*





حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا هارون بن سفيان،



قال: حدثنا عبيد بن محمد عن محمد بن مهاجر، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه، عن



جده، قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا أخبركم وأحدثكم بشيء، إذا



نزل برجل منكم كرب أو بلاء من الدنيا، ودعا به، فرج الله عنه ؟ فقيل له: بلى.



قال: دعاء ذي النون، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




*طول الغمة يطمع في انقضائها*





كتب سعيد بن حصيد، إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، كتاباً من الاستتار، قال فيه: وأرجو أن



يكشف الله، بالأمير أعزه الله، هذه الغمة الطويل مداها، البعيد منتهاها، فإن طولها، قد أطمع في



انقضائها، وتراخي أيامها، قد سهل سبيل الأمل لفنائها.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




*أقوال الحكماء في الصبر *





يحكى عن أنوشروان، أنه قال: جميع المكاره في الدنيا، تنقسم على ضربين، فضرب فيه حيلة، فالاضطراب



دواؤه، وضرب لا حيلة فيه، فالاصطبار شفاؤه.



كان بعض الحكماء يقول: الحيلة فيما لا حيلة فيه، الصبر.



وكان يقال: من اتبع الصبر، اتبعه النصر.



ومن الأمثال السائرة: الصبر مفتاح الفرج، من صبر قدر، ثمرة الصبر الظفر، عند اشتداد البلاء يأتي



الرخاء.



وكان يقال: تضايقي تنفرجي.



وكان يقال: إذا اشتد الخناق انقطع.



وكان يقال: خف المضار، من خلل المسار، وارج النفع، من موضع المنع، واحرص على الحياة، بطلب



الموت، فكم من بقاء سببه استدعاء الفناء، ومن فناء سببه إيثار البقاء، وأكثر ما يأتي الأمن من قبل الفزع.



والعرب تقول: إن في الشر خياراً.



وقال الأصمعي: معناه، أن بعض الشر أهون من بعض.



وقال أبو عبيدة: معناه، إذا أصابتك مصيبة، فاعلم أنه قد يكون أجل منها، فلتهن عليك مصيبتك.



قال بعض الحكماء: عواقب الأمور، تتشابه في الغيوب، فرب محبوب في مكروه، ومكروه في محبوب،



وكم مغبوط بنعمة هي داؤه، ومرحوم من داء هو شفاؤه.



وكان يقال: رب خير من شر، ونفع من ضر.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



*شريح القاضي يحمد الله على المصيبة أربع مرات*





قال شريح: إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عز وجل عليها أربع مرات، أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي،



وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع، لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم



يجعلها في ديني.







*من ساعة إلى ساعة فرج*




ويشبه هذا ما روي عن بزرجمهر بن البختكان الحكيم، الذي كان وزير أنوشروان، فإنه حبسه عند



غضبه، في بيت كالقبر ظلمة وضيقاً، وصفده بالحديد، وألبسه الخشن من الصوف، وأمر أن لا يزاد كل



يوم، على قرصين خبزاً شعيراً، وكف ملح جريش، ودورق ماء، وأن تحصى ألفاظه، فتنقل إليه، فأقام



بزرجمهر شهوراً، لا تسمع له لفظة.



فقال أنوشروان: أدخلوا إليه أصحابه، ومروهم أن يسألوه، ويفاتحوه في الكلام، واسمعوا ما يجري بينهم،



وعرفونيه.



فدخل إليه جماعة من المختصين- كانوا- به، فقالوا له: أيها الحكيم، نراك في هذا الضيق، والحديد،



والصوف، والشدة التي وقعت فيها، ومع هذا، فإن سحنة وجهك، وصحة جسمك، على حالهما، لم



تتغيرا، فما السبب في ذلك ؟.



فقال: إني عملت جوارشاً من ستة أخلاط، آخذ منه كل يوم شيئاً، فهو الذي أبقاني على ما ترون.



قالوا: فصفه لنا، فعسى أن نبتلى بمثل بلواك، أو أحد من إخواننا، فنستعمله ونصفه له.



قال: الخلط الأول: الثقة بالله عز وجل، والخلط الثاني: علمي بأن كل مقدر كائن، والخلط الثالث: الصبر



خير ما استعمله الممتحنون، والخلط الرابع: إن لم أصبر أنا فأي شيء أعمل، ولم أعين على نفسي بالجزع،



والخلط الخامس: قد يمكن أن أكون في شر مما أنا فيه، والخلط السادس: من ساعة إلى ساعة فرج.



قال: فبلغ كسرى كلامه، فعفا عنه.





*يأتي الله بالفرج عند انقطاع الأمل واستبهام الحيل*





فصل لبعض كتاب زماننا، وهو علي بن نصر بن علي الطبيب: وكما أن لله جل وعلا يأتي بالمحبوب، من



الوجه الذي قدر ورود المكروه منه، ويفتح بفرج، عند انقطاع الأمل، واستبهام وجوه الحيل، ليحض



سائر خلقه، بما يريهم من تمام قدرته، على صف الرجاء إليه، وإخلاص آمالهم في التوكل عليه، وأن لا



يزووا وجوههم في وقت من الأوقات عن توقع الروح من، فلا يعدلوا بآمالهم على أي حال من الحالات،



عن انتظار فرج يصدر عنه، وكذلك أيضاً، يسهم فيما ساءهم، بأن كفاهم بمحنة يسيرة، ما هو أعظم



منها، وافتداهم بملمة سهلة، مما كان أنكى فيهم لو لحقهم.



قال إسحاق العابد: ربما امتحن الله العبد، بمحنة يخلصها من الهلكة، فتكون تلك المحنة، أجل نعمة.



قال: وسمعت، أن من احتمل المحنة، ورضي بتدبير الله تعالى في النكبة، وصبر على الشدة، كشف له عن



منفعتها، حتى يقف على المستور عنه من مصلحتها.



وقال عبد الله بن المعتز: ما أوطأ راحلة الواثق بالله، وآنس مثوى المطيع لله.



حكى بعض النصارى، أن بعض الأنبياء عليهم السلام، قال: المحن تأديب من الله، والأدب لا يدوم،



فطوبى لمن تصبر على التأديب، وتثبت عند المحنة، فيجب له لبس إكليل الغلبة، وتاج الفلاح، الذي وعد



الله به محبيه، وأهل طاعته.



قال إسحاق: احذر الضجر، إذا أصابتك أسنة المحن، وأعراض الفتن، فإن الطريق المؤدي إلى النجاة صعب



المسلك.



قال بزرجمهر: انتظار الفرج بالصبر، يعقب الاغتباط.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صنعتي
عضو ذهبي
عضو ذهبي



انثى
عدد المساهمات : 238
تاريخ التسجيل : 18/11/2015
كيف تعرفت علينا : احلى منتدى
العمر : 52
العمل/الترفيه : معلمة اعمال يدوية
الموقع : مع تلميذاتي

سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي   سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي I_icon_minitimeالجمعة 20 نوفمبر 2015, 4:36 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

*يدرك الصبور أحمد الأمور*



وروي عن عبد الله بن مسعود: الفرج والروح، في اليقين والرضا، والهم والحزن، في الشك والسخط.



وكان يقول: الصبور، يدرك أحمد الأمور.



قال أبان بن تغلب: سمعت أعرابياً يقول: من أفضل آداب الرجال، أنه إذا نزلت بأحدهم جائحة، استعمل



الصبر عليها، وألهم نفسه الرجاء لزوالها، حتى كأنه لصبره يعاين الخلاص منها والغناء، توكلاً على الله عز



وجل، وحسن ظن به، فمتى لزم هذه الصفة، لم يلبث أن يقضي الله حاجته، ويزيل كربته، وينجح طلبته،



ومعه دينه وعرضه ومروءته.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




*أقوال في تهوين المصائب*





قال بعض عقلاء التجار: ما أصغر المصيبة بالأرباح، إذا عادت بسلامة الأرواح.



وكأنه من قول العرب: إن تسلم الجلة فالسخل هدر.



ومن كلامهم: لا تيأس أرض من عمران، وإن جفاها الزمان.



والعامة تقول:رجرى فيه الماء، لا بد أن يعود إليه.



وقال تيمسطوس: لم يتفاضل أهل العقول والدين، إلا في استعمال الفضل في حال القدرة والنعمة، وابتذال



الصبر في حال الشدة والمحنة.



وقال بعض الحكماء: العاقل يتعزى فيما نزل به من المكروه بأمرين، أحدهما السرور بما بقي له، والآخر



رجاء الفرج مما نزل به، والجاهل يجزع في محنته بأمرين، أحدهما استكثار ما أدي إليه، والآخر تخوفه مما



هو أشد منه.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





*كلمات في الصبر على المحنة*




وكان يقال: المحن آداب الله عز وجل لخلقه، وتأديب الله بفتح القلوب، والأسماع، والأبصار.



ووصف الحسن بن سهل، المحن، فقال: فيها تمحيص من الذنب، وتنبيه من الغفلة، وتعرض للثواب



بالصبر، وتذكير بالنعمة، واستدعاء للمثوبة، وفي نظر الله عز وجل وقضائه الخيار.



وبلغني هذا الخبر على وجه آخر: قرىء على أبي بكر الصولي، وأنا حاضر أسمع، بالبصرة في سنة خمس



وثلاثين وثلثمائة، في كتابه كتاب الوزراء: حدثكم أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل، قال:



سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول الكاتب، يصف الفضل بن سهل، ويذكر تقدمه،



وعلمه، وكرمه، وكان مما حدثني به: أنه برىء من علة كان فيها، فجلس للناس، وهنوه بالعافية، فلما



فرغ الناس من كلامهم، قال الفضل: إن في العلل لنعماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها: تمحيص للذنب،



وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وإذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للمثوبة، وحض



على الصدقة، وفي قضاء الله وقدره بعد، الخيار.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



*إنما يبتلى الصالحون*




وكتب محمد بن الحنفية، إلى عبد الله بن عباس، حين سيره ابن الزبير عن مكة، إلى الطائف: أما بعد، فإنه



بلغني أن ابن الزبير سيرك إلى الطائف، فأحدث الله عز وجل لك بذلك أجراً، وحط به عنك وزراً، يا ابن



عم، إنما يبتلى الصالحون، وتعد الكرامة للأخيار، ولو لم تؤجر إلا فيما تحب، لقل الأجر، وقد قال الله




تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرلكم" عزم الله لنا ولك،



بالصبر على البلاء، والشكر على النعماء، ولا أشمت بنا وبك الأعداء، والسلام.



النعمة




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





*النعمة والعافية تبطران الإنسان*




وكتب بعض الكتاب إلى صديق له في محنة لحقته: إن الله تعالى ليمتحن العبد، ليكثر التواضع له،



والاستعانة به، ويجدد الشكر على ما يوليه من كفايته، ويأخذ بيده في شدته، لن دوام النعم والعافية،



يبطران الإنسان، حتى يعجب بنفسه، ويعدل عن ذكر ربه، وقد قال الشاعر:



لا يترك الّله عبداً ليس يذكره ممن يؤدبه أو من يؤّنبه



أو نعمة تقتضي شكراً يدوم له أو نقمة حين ينسى الشكر تنكبه






*لو كان العسر في كوة لجاء يسران فأخرجاه*




وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بغير إسناد، أنه قال: لو كان العسر في كوة، لجاء يسران،



فأخرجاه.



قال مؤلف هذا الكتاب: كان لي في هذا الحديث، خبر طريف، وذلك أني كنت قد لجأت إلى البطيحة




هارباً من نكبة لحقتني، واعتصمت بأميرها معين الدولة أبي الحسين عمران بن شاهين السلمي- على ما



كان يقول رحمه الله- فألفيت هناك جماعة من معارفي، بالبصرة وواسط، خائفين على نفوسهم، قد هربوا



من ابن بقية، الذي كان في ذلك الوقت وزيراً، ولجأوا إلى البطيحة، فكنا نجتمع في المسجد الجامع



بشقشى الذي بناه معز الدولة أبو الحسين، فنتشاكى أحوالنا، ونتمنى الفرج مما نحن فيه من الخوف



والشدة والشقاء.



فقال لي أبو الحسن محمد بن عبد الله بن جيشان الصلحي التاجر، وكان هذا في يوم الجمعة لتسع ليال



خلون من جمادى الأولى سنة خمس وستين وثلثمائة: حدثني في هذا اليوم أبو محمد الحسن بن محمد بن



عثمان بن قنيف، وكان أحد خلفاء الحجاب في دار المقتدر بالله، وهو شيخ مشهور، ملازم الآن خدمة



معين الدولة، قال: حدثنا أبو القاسم بن بنت منيع، قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا حماد بن



سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دخل العسر



كوة، جاء يسران فأخرجاه.



فلما سمعت ذلك، قلت بديهاً:



إّنا روينا عن النبي رسول ال له فيما أفيد من أدبه



لو دخل العسر كوة لأني يس ران فاستخرجاه من ثقبه



فما مضى على هذا الس، إلا أربعة أشهر، حتى فرج الله تعالى عني، وعن كثير ممن حضر ذلك الس،



من الممتحنين، وردنا إلى عوائده عندنا، فله الحمد والشكر.



وجدت هذا الخبر على غير هذا، فقد حدثنا به- من أصل كتابه- جعفر بن أبي طالب ابن البهلول، قال:



حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثني علي بن الجعد، قال: أنبأنا شعبة، عن معاوية بن



قرة، عمن حدثه عن عبد الله بن مسعود، قال: لو أن العسر دخل في جحر، لجاء اليسر حتى يدخل معه،



قال الله تعالى: "فإنّ مع العسر يسراً إنّ مع العسر يسراً".



وحدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا علي بن الجعد،



فذكر نحوه بإسناده.



وأخبرني أبي: قال: قال جعفر بن محمد بن عيينة، حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا حميد بن حماد، قال:



حدثنا عائذ بن شريح، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينظر إلى




حجر بحيال وجهه، فقال: لو جاءت العسرة حتى تدخل تحت هذا الحجر، لجاءت اليسرة حتى تخرجها.



فأنزل الله تعالى: "فإنّ مع العسر يسراً، إنّ مع العسر يسراً".





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




*كلمات في انفراج المحن*




وذكر القاضي أبو الحسين، في كتابه كتاب الفرج بعد الشدة، بغير إسناد: أن علياً عليه السلام، قال: عند



تناهي الشدة، تكون الفرجة، وعند تضايق البلاء، يكون الرخاء، ومع العسر، يكون اليسر.



وذكر عنه عليه السلام، أنه قال: ما أبالي بالعسر رميت، أو باليسر، لأن حق الله تعالى في العسر الرضا



والصبر، وفي اليسر الحمد والشكر.



قال مؤلف هذا الكتاب: حدثني بعض الشيعة، بغير إسناد، قال: قصد أعرابي أمير المؤمنين علياً عليه



السلام، فقال: إني ممتحن، فعلمني شيئاً أنتفع به.



فقال: يا أعرابي إن للمحن أوقاتاً، ولها غايات، فاجتهاد العبد في محنته، قبل إزالة الله تعالى إياها، زيادة



فيها، يقول الله عز وجل: "إن أرادني الله بضر، هل هن كاشفات ضره، أو أرادني برحمة، هل هن



ممسكات رحمته، قل حسبي اللّه، عليه يتوكّل المتوكّلون"، ولكن، استعن بالله، واصبر، وأكثر من



الاستغفار، فإن الله عز وجل وعد الصابرين خيراً، وقال: "استغفروا ربكم إنه كان غفّاراً، يرسل السماء



عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أاراً"، فانصرف الرجل.



فقال أمير المؤمنين عليه السلام:



إذا لم يكن عون من الّله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



*الوزير المهلبي يجيئه الغياث من الله تعالى*




حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي، في وزارته، قال: كنت في وقت من الأوقات- يعني في أول



أمره- قد دفعت إلى شدة شديدة، وخوف عظيم، لا حيلة لي فيهما، فأقمت يومي قلقاً، وهجم الليل،



فلم أعرف الغمض، فلجأت إلى الصلاة والدعاء، وأقبلت على البكاء في سجودي، والتضرع، ومسألة الله



عز وجل، تعجيل الفرج لي، وأصبحت من غد، على قريب من حالي، إلا أني قد سكنت قليلاً، فلم



ينسلخ اليوم حتى جاءني الغياث من الله تعالى، وفرج عني ما كنت فيه، على أفضل ما أردت، فقلت:



بعثت إلى رب العطايا رسالة توسل لي فيها دعاء مناصح



فجاء جواب بالإجابة وانجلت بها كرب ضاقت بهن الجوانح






*المنصور العباسي يحول بين الإمام الصادق وبين الحج*




أخبرني أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، خليفة أبي على القضاءا، قال: حدثنا



محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثني عمي الفضل بن محمد اليزيدي، قال:



أراد جعفر بن محمد الحج، فمنعه المنصور، فقال: الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى،



ليس من الله منجى، ما شاء الله قضى، ليس وراء الله منتهى، توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا



وهو آخذ بناصيتها، إن ربي على سراط مستقيم، اللهم إن هذا عبد من عبيدك، خلقته كما خلقتني، ليس



له علي فضل، إلا ما فضلته علي به، فاكفني شره، وارزقني خيره، واقدح لي في قلبه المحبة، واصرف عني



أذاه، لا إله إلا أنت، سبحان الله رب العرش العظيم، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم كثيراً.



قال: فأذن له المنصور في الحج.




*من بشر بفرج من نطق فال ونجا



من محنة بقول أو دعاء أو ابتهال أعرابية ذهب البرد بزرعها فعوضت خيرا*




أخبرني أبو بكر محمد بن يحيى الصولي بالبصرة سنة خمس وثلاثين وثلثمائة، قراءة عليه وأنا أسمع، عن



البرقي، قال: رأيت امرأة بالبادية، وقد جاء البرد فذهب بزرع كان لها، فجاء الناس يعزوا، فرفعت



طرفها إلى السماء، وقال: اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف، وبيدك التعويض عما تلف، فافعل بنا ما



أنت أهله، فإن أرزاقنا عليك، وآمالنا مصروفة إليك.



قال: فلم أبرح، حتى جاء رجل من الأجلاء، فحدث بما كان، فوهب لها خمسمائة دينار.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




*المعتضد يتخلص من سجنه



ويبطش بالوزير إسماعيل بن بلبل*




وحدثني أبي في المذاكرة، من لفظه وحفظه، ولم أكتبه عنه في الحال، وعلق بحفظي، والمعنى واحد، ولعل



اللفظ يزيد أو ينقص، عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمدون، لا أظن إلا أنه هو سمعه منه، أو حدثه



من سمعه من عبد الله بن أحمد بن حمدون نديم المعتضد بالله، عن المعتضد، أنه قال: لما ضرب إسماعيل بن



بلبل بيني وبين أبي الموفق، فأوحشه مني، حتى حبسني الحبسة المشهورة، وكنت أتخوف القتل صباحاً



ومساءً، ولا آمن أن يرفع إسماعيل عني، ما يزيد في غيظ الموفق علي، فيأمر بقتلي.



فكنت كذلك، حتى خرج الموفق إلى الجبل، فازداد خوفي، وأشفقت أن يحدثه عني إسماعيل بكذب،



فيجعل غيبته طريقاً إليه، فلا يكشفه، ويأمر بقتلي، فأقبلت على الدعاء، والتضرع إلى الله، والابتهال في



تخليصي.



وكان إسماعيل يجيئني في كل يوم، مراعياً خبري، ويريني أن ذلك خدمة لي.



فدخل إلي يوماً: وبيدي المصحف، وأنا أقرأ، فتركته، وأخذت أحادثه.



فقال: أيها الأمير، أعطني المصحف لأتفاءل لك به، فلم أجبه بشيء.



فأخذ المصحف، ففتحه، فكان في أول سطر منه: "عسى ربكم أن يهلك عدوكم، ويستخلفكم في



الأرض، فينظر كيف تعملون"، فاسود وجهه، واربد، وخلط الورق.




وفتحه الثانية، فخرج "ونريد أن نمن على الّذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أثمّة ونجعلهم الوارثين"..



إلى قوله: يحذرون، فازداد قلقاً واضطراباً.



وفتحه الثالثة، فخرج "وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما



استخلف الّذين من قبلهم".



فوضع المصحف من يده، وقال: أيها الأمير، أنت والله الخليفة، بغير شك، فما حق بشارتي ؟ فقلت: الله،



الله، في أمري، احقن دمي، أسأل الله أن يبقي أمير المؤمنين، والأمير الناصر، وما أنا وهذا ؟ ومثلك في



عقلك، لا يطلق مثل هذا القول بمثل هذا الاتفاق، فأمسك عني.



وما زال يحدثني، ويخرجني من حديث، ويدخلني في غيره، إلى أن جرى حديث ما بيني وبين أبي، فأقبل



يحلف لي بأيمان غليظة، أنه لم يكن له في أمري صنع، ولا سعاية بمكروه، فصدقته، ولم أزل أخاطبه بما



تطيب به نفسه، خوفاً من أن تزيد وحشته، فيسرع في التدبير لتلفي، إلى أن انصرف.



ثم صار إلي بعد ذلك، وأخذ في التنصل والاعتذار، وأنا أظهر له التصديق والقبول، حتى سكن، ولم يشك



أني معترف ببراءة ساحته.



فما كان بأسرع من أن جاء الموفق من الجبل، وقد اشتدت علته، ومات، فأخرجني الغلمان من الحبس،



فصيروني مكانه، وفرج الله عني، وقاد الخلافة إلي، ومكنني من عدوي إسماعيل بن بلبل، فأنفذت حكم الله





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة قصص من ابتلو ثم فرج الله عنــهم .. من كتآإب الفرج بعد الشدة للتنوخــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
»  قصة الغزالة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
» سعة رحمـــة الله
» لماذا عذب الله قوم لوط
» صرخة قلوب من بعدها عن الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صنعتي في يدي :: ღღ صنعتي الادبية ღღ :: صنعتي للقصة والروايات-
انتقل الى: