Admin Admin
عدد المساهمات : 172 تاريخ التسجيل : 14/08/2015
| موضوع: عفوا فأنت لست وسيما الخميس 26 نوفمبر 2015, 10:21 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ربما تلك هي الحقيقة، فمن المستحيل أن يكون كل الرجال كجمال (يوسف الصديق) خلقة وخلقاً، وأيضا ليست كل النساء كوجه القمر، هل تنظر إلى المرآة وتفكر، وتتفحص خريطة وجهك، تمسك بأنفك الكبير، تشد فمك، وتضغط على أسنانك، ربما في النهاية تمسح على شعرك المجعد وتتحسر! أو ربما هرب الشعر من رأسك، وهاجرت الشحوم إلى متفرقات من جسدك، أو احتل الشيب رأسك فصرت في نظرك أنت(قبيح) الملامح، ربما أنت ترى نفسك هكذا، وربما تكون مأساتك التي تعيشها كل يوم، وتحزن كثيراً رغم أنك في نعمة ولكن! قد نختلف في وصف الوسامة لكننا لا نختلف على شيء واحد: أن الوسامة لا تكفي وحدها.. ميزان الرجال يختلف، فقد يكون الوسيم تافهاً، وقد يكون القبيح عاقلاً، قد يكون الوسيم عاصياً، وقد يكون القبيح طائعاً، قد يكون الوسيم جاهلاً، وقد يكون القبيح مثقفاً، لماذا لا تنظر إلى نفسك بطريقة أخرى وتتعرف على عيوبك في مواقفك مع الرجال، في احترامك لأبيك، ومراعاتك لأمك.. عيوبًا في التزامك بعملك، عيوبًا في تقصيرك في حق نفسك، عيوبًا خطيرة في علاقتك بربك،فكم من وجه جميل قبحته المعصية؟! والله إنني لأتعجب عندما نقف عاجزين أمام إنسان له جسد سليم، ولسان سليم، وسيماً مهندماً، لكنه لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بكلمة واحدة! لا يقدر على نطق كلمة، لأنه سلب نعمة البيان، فهو فُضّل عني وعنك لأنه معاق.. فلماذا نسيت وسامة (عقلك، ولسانك، وأفعالك) إن صح التعبير، وأتعجب أيضًا عندما أرى شابًا يبتسم وهو يسب ويلعن ويتلفظ بأقبح الكلمات، أو يجاهر بالمعصية، وقد يغمس نفسه في النار بوسامته المقبحة، نعم! إنه قبيح.. الوسامة الحقيقة: أن ينظر الله إليك بكيفية هو يعلمها سبحانه وتعالى، وأنت تقف عند حد من حدوده، تفر من معصية تغضبه، أن ينظر إليك وأنت تخفي حسنة، أو وأنت تقف بعد أن توضأت وقطرات الماء تتساقط من وجهك، وتشد كم قميصك، وتخفض بصرك بعد أن وجل قلبك وتستشعر معيته، وترفع يديك وأنت ترتجف، وتقولها بصوت أقرب للهمس، لكنه خرج عاليًا لأنه يحمل أعلى كلمة (الله أكبر). أخالني أراك وأنت تتوقف قليلاً، هربت الكلمات منك، لا تدري بأي سورة تبدأ، إنها الفاتحة! وأخالني أراك الآن وأنت تبحث في ذاكراتك عن آية تقدمها بيني يدي من تخاطبه لحظة..! أتعلم مع من تتحدث إنه الله! فاخشع، بأي آية ستبدأ حوارك وصلاتك، إنه ينظر إليك، إنه يراك، إنه يعلم ما بداخلك.. هل تشعر بحرارة الدمعة الآن، الآن فقط؟! هل ستظل حرارتها على وجهك؟ وهل ستظل تلك الرجفة، وتلك الإنكسارة المهيبة في نظراتك؟ ولن تستمر حرارتها إلا عندما ينظر الله إليك، وعندها فلتقلها بنفسك لنفسك بصوت مسموع.. لأنها الحقيقة (أنت وسيم جدًا، حقًا إن وجهك الخاشع وسيم) وإن كنت وجهًا قبحته المعصية فسامحني إن قلتها لك رغم وسامتك.. عفوا أيها الشاب.. فأنت لست وسيمًا. | |
|