ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ؟؟
ﻋﻄﺶ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ:
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﺟﺪﺍ، ﻓﺠﺌﺖ ﺑﻤﺬﻗﺔ ﻟﺒﻦ ﻓﻨﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﺍﺷﺮﺏ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﻓﺸﺮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻮﻳﺖ! ﻻ ﺗﻜﺬّﺏ ﻋﻴﻨﻴﻚ! ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﺓ، ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ..
ﻫﻞ ﺫﻗﺖ ﺟﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ؟ ﺍﻧﻪ ﺣﺐ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﺎﺹ..! ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ!؟
ﻭﺍﻟﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﻭﻻ ﺗﺘﻌﺠﺐ، ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺤﺐ.. ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ..
ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﺃﺳﻠﻢ ﺃﺑﻮ ﻗﺤﺎﻓﺔ [ﺃﺑﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ]، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﻤﻲ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﻭﻳﺒﺎﻳﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻫﻼ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﻓﺬﻫﺒﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺇﻟﻴﻪ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ: ﻷﻧﺖ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺆﺗﻰ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺃﺑﻮ ﻗﺤﺎﻓﺔ.. ﻓﺒﻜﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ،
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻡ ﻓﺮﺣﺔ، ﻓﺄﺑﻮﻙ ﺃﺳﻠﻢ ﻭﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﺗﺨﻴّﻞ.. ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ
ﺑﻜﺮ..؟
ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻵﻥ ﻟﻴﺲ ﺃﺑﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺴﻌﺪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻛﺜﺮ .. ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺮﺣﺘﻪ ﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﻷﺑﻴﻪ ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟..ةﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ؟
ﺛﻮﺑﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
ﻏﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺛﻮﺑﺎﻥ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺛﻮﺑﺎﻥ: ﺃﻭﺣﺸﺘﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻜﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺍﻫﺬﺍ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﺛﻮﺑﺎﻥ: ﻻ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻭﻣﻜﺎﻧﻲ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻓﻨﺰﻝ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭَﻣَﻦ ﻳُﻄِﻊِ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻭَﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝَ ﻓَﺄُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻣَﻊَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﻧْﻌَﻢَ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻴِّﻴﻦَ ﻭَﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻘِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟﺸُّﻬَﺪَﺍﺀ
ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ﻭَﺣَﺴُﻦَ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺭَﻓِﻴﻘًﺎ} [69] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ...
ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ؟
ﺳﻮﺍﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
ﺳﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﻋﺰﻳّﺔ ﻳﻮﻡ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ ﻭﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﺠﻴﺶ: ﺍﺳﺘﻮﻭﺍ.. ﺍﺳﺘﻘﻴﻤﻮﺍ. ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻴﺮﻯ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﻀﺒﻂ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺍﺳﺘﻮ ﻳﺎ ﺳﻮﺍﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻮﺍﺩ: ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﻗﻒ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻝ ﻳﻨﻀﺒﻂ، ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺴﻮﺍﻛﻪ ﻭﻧﻐﺰ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻮ ﻳﺎ ﺳﻮﺍﺩ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻮﺍﺩ: ﺃﻭﺟﻌﺘﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺜﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﺄﻗﺪﻧﻲ! ﻓﻜﺸﻒ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﺑﻄﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻗﺘﺺ ﻳﺎ ﺳﻮﺍﺩ. ﻓﺎﻧﻜﺐ ﺳﻮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ... ﻳﻘﻮﻝ:
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻚ
ﺃﻥ ﺗﻤﺲ ﺟﻠﺪﻱ ﺟﻠﺪﻙ..
ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ؟
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻻ ﺗﻜﻦ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺬﻉ...
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺨﻄﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ.. ﻓﻴﻘﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﺠﺬﻉ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻨﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻯ ﺎﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻟﻠﺠﺬﻉ ﺃﻧﻴﻨﺎ ﻟﻔﺮﺍﻕ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﺠﺬﻉ ﻭﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻻ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟. ﻓﺴﻜﻦ..
ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ؟
ﻭﻫﻮ ﺣﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻗﻮﻻ ﻭﻓﻌﻞ.. ﻓﺪﺍﻙ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ..
ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺑﻼﻝ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟
ﺑﻼﻝ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻟﻤﺪﺓ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ!!
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺫﻫﺐ ﺑﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ”ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -
ﻳﻘﻮﻝ: "ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ“
- ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: (ﻓﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ؟)
- ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺑﻂ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻮﺕ
- ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: (ﻭﻣﻦ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻨﺎ؟).
- ﻗﺎﻝ ﺑﻼﻝ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻔﻴﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻊ: ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺅﺫﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
- ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: (ﺑﻞ ﺍﺑﻖ ﻭﺃﺫﻥ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ).
- ﻗﺎﻝ ﺑﻼﻝ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﻋﺘﻘﺘﻨﻲ ﻷﻛﻮﻥ ﻟﻚ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻭﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺘﻨﻲ ﻟﻠﻪ ﻓﺪﻋﻨﻲ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺘﻨﻲ ﻟﻪ.
- ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: (ﺑﻞ ﺃﻋﺘﻘﺘﻚ ﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ). ﻓﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﺑﻘﻲ ﻣﺮﺍﺑﻄﺎ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺍ
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ: (ﻟﻢ ﺃﻃﻖ ﺃﻥ ﺃﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻭﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ: "ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًﺍ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ" ﺗﺨﻨﻘﻪ ﻋَﺒْﺮﺗﻪ، ﻓﻴﺒﻜﻲ، ﻓﻤﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﺑﻼﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: (ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻔﻮﺓ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ؟ ﻣﺎ ﺁﻥ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺭﻧﺎ؟). ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎً، ﻓﺮﻛﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺄﺗﻰ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ ﻭﻳﻀﻤﻬﻤﺎ ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻪ:
(ﻧﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﺗﺆﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺤﺮ!). ﻓَﻌﻼ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻠﻤّﺎ ﻗﺎﻝ:
( ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ) ﺍﺭﺗﺠّﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻠﻤّﺎ ﻗﺎﻝ: (ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺁﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ) ﺯﺍﺩﺕ ﺭﺟّﺘﻬﺎ ﻓﻠﻤّﺎ ﻗﺎﻝ:
(ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ) ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺪﻭﺭﻫﻦّ. ﻓﻤﺎ ﺭﺅﻱ ﻳﻮﻡٌ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻭﺑﺎﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺁﻟﻴُـﯚﻡ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻬﻢ ﺻﻼﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺩﻋﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻼﻝ، ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺭﺟﺎﻩ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻬﺎ، ﻭﺻﻌﺪ ﺑﻼﻝ ﻭﺃﺫﻥ.. ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻭﺑﻼﻝ ﻳﺆﺫﻥ.. ﺑﻜﻮﺍ ﻛﻤﺎ
ﻟﻢ ﻳﺒﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺑﺪﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺃﺷﺪﻫﻢ ﺑﻜﺎﺀ..
ﻭﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺗﺒﻜﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: "ﻻ ﺗﺒﻜﻲ،ﻏﺪًﺍ ﻧﻠﻘﻰ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﺻﺤﺒﻪ"
”ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺗﻘﺸَﻌﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺑﺪَﺍﻥ ﻭﺗﻔﻴّﺾ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻋﻴّﻦ"...